الخميس، 23 يونيو 2011

الخروج من ممر الصبَّار

http://img405.imageshack.us/img405/7905/12a6991.jpg
يومًا ما..
تعارفنا ..
وتآلفنا..
وتلاقى قلبانا
كتب عليَّ القدرُ أن أحبكِ
لا لهوى في نفسي
من أهواء فاسدي النوايا
ولكن ........
لأنكِ قد تعلَّقْتِ بسقف روحي كالثُّريَّا
تستشرفُ لعمري إلى الأبد
مشاعري كانت في تسميتها
تشبه مالدى عامة الناس من مشاعر
كالغيرة
والانقباض عند انزواء الحب
والفراغ عند الفراق
لكنها كانت مشاعر سماوية
تتنزل عليَّ فتأخذني بعنف لاأحتمله
فأصبح مخيَّرًا بين أمرين كلايهما مرٌّ
فإمَّا أن أواصل تواصلي
لأشرب كل لحظةٍ كأس الصبار
مما أغار بسببه
وإمَّا أن أرحلَ
وهذا كأس موت آخر
فيجتمع القربُ والبُعْدُ
على مرارة كأس الصبار في الديمومة
وكأس الموت في استعجال الختم
والفراق الأبدي
وكلا الكأسين متناقضان
تناقض الحياة والموت
مما يجعلني
أعيش في البرزخ الفاصل بينهما
منتظرًا لحظة الحسم القدَرِيّ
والتي تقتلع قلبي من الهيكل الطيني
الذي ظلّ محتبسًا فيه طيلة عمري الماضي
ويرحل به إلى حيثُ الحقيقة الكبرى
ومرفإ الحب الخالد
والخالي من شوائب الأغيار
وعتمة الطين
وردغة الخبال
الحب المنوط بالروح
والمتجدر في السفوح
ليغتسل غسل الخروج منها
عائدًا إلى برجه الأقدس
الذي بُعِثَ منه
ليعود من جديد
عند النفخ في صور الحب
المتحرِّر من دناسة البشر
وخِسَّةِ الوطر
وظلام الحُفَر
في غيبة القمر
ليلجَ بحر العشق الفياض
الذي لا شاطيء له
ولا مجداف ولا ملاح
الغرق فيه
قدَرُ راغبيه
ولذةُ شاربيه
ومُنَى واردِيه
ثم يخرج القلب من مصبه
ليزج به في فلك الصفاء والوفاء
ومنه إلى غرفة الانفراد
التي لاتقبل الإرْتداد
وفيها يُصَبُّ الحبُّ
من معينه الأول الصافي
في القلب صبًّا
ثم يُحمل في ممرات الشوق
ليرتشف منها ماشاء أن يرتشف
وفي نهاية الممرات
يراها تحمل في يمينها
كأسَ لذة اللقاء
يشربه فيغيب
فلا يرى إلاَّها
ولا يعشق سواها
يفترق كل شيءٍ ولا يفترقان
ليس في عينيه غيرها
وليس في عينيها غيره
تزدادُ في نظره حسنا وبهاء
ويزداد في نظرها حسنا وبهاء
تبقى حبيبته الأبدية
ويبقى حبيبها الأبدي
وعندها فقط
يولد الحب الخالد من جديد


ليست هناك تعليقات: