الأحد، 21 أكتوبر 2012

الأعشاب الباكية


الأعشاب الباكية

http://www.hi-mama.com/forum/images/imgcache/2009/09/338.gif

عشقٌ ليْلكيٌّ
وآثارٌ جنونِ يُصَفِّقْ
معَ لَحْنٍ حائِرٍ
يحضنهُ موجٌ منَ الأوجاعْ
وحبيبتي مُقْبِلةٌ
في زِفَافِ من شُعاعْ
تتراءى على أطراف العيونْ
تجري نحوي
فاردةً ذراعيها
لحضْنٍ تائِقٍ مُلْتاعْ
يشْتَعِلُ كالنَّجْمْ
تسألُني في دهشةِ اللقاءْ
تُرًى منْ أنتْ؟
ومِنْ أيِّ أرْكانِ الأرضِ جئْتْ؟
فأُجِيبُها :
سيدتي ....
أنا طَيْفٌ وُلِدَ مِنْ حقيقهْ
عندَ افْتِتاحِ الزَّمانْ
حاملاً معي
أعشابًا باكيةً
على موائدِ العواصِفْ
حتى أعبرَ بِكِ
ذاكَ الأُفقْ
المُضَمَّخِ بالدُّمُوعْ
والمُئْتَذِرِ بالحُزْنْ
والجُرْحِ المُشاعْ
****
سمِعْتُ صوْتَها كلحْنِ سحابةٍ
تتساقطُ على أجنِحَةِ الرُّوحْ
وينطلِقُ بريقُ عيْنيْها
يختَرِقُ الشَّغافْ
ليسْكُنَ الخط الفاصِلَ
بين الروح والجسدْ
عاجلتْنِي بِلَهْفهْ:
هل تَعْرِفُ الحبْ ؟
فقلتُ :
هو الآنَ ياحبيبتي
ينبلِجُ منْ شُرْفَةِ الغَيْبِ المُقَدَّسْ
اقْتَرَبَتْ أكثرَ ..أكثرْ
تشابكتْ أيدينا
لكنَّ أصابِعَها
كانت تدغْدِغُ أصابِعي
بلحْنٍ متراقصٍ
تمايلنا
وأمْطَرَنا الحنينُ
من غَيْمَتِهِ
حتى آخِرَ القطَراتْ
****
يارُتْبَةَ عُمْري
هلْ لِي أنْ أسأَلُكِ :
مَنْ أنتِ ؟
ومِنْ أيِّ بساتينِ الأرضِ أتيْتِ ؟
ومِنْ أيِّ زُهُورِ الجذلِ الرَّقْراقِ..
قَدِمْتِ ؟
أخذتْنِي
نَثَرَتْنِي
جَمَعَتْنِي
وبين أناملِ عَيْنيْها وَضَعَتْنِي
وَصَلَّتْ
في مِحْرابِ العشق علىَّ
صلاةَ الحبْ
ثم تهامسنا
في لحْنيْنِ رقيقيْنِ
تباعدْنا
ثُمَّ تقاربْنا
كطفلَيْنِ صغيريْنِ
كعُشْبَيْنِ
 مِنْ غَزَلِ الريحِ...
سعيديْنِ
كنجميْنِ وحيديْنِ
وَضيئيْنِ
مُضيئيْنِ
بَعيدَيْنِ
طليقَيْنِ
كطَيْريْنِ
على أغصانِ الدَّهْرِ....
خلِيلَيْنِ
وعلى قسماتِ الحبِّ
عشيقَيْنِ
واعشَوْشَبْنا
حتى صرنا صِنْوَيْنِ شبيهَيْنِ
فسقطَ غُرابُ البيْنِ صرِيعًا
ثمّ انْشَطَرَ اثنيْنْ

ليست هناك تعليقات: